الأحد، 29 مايو 2011

Book Club و دولة القانون

بسم الله
فى ال book club بتاعى كان المفروض نناقش كتاب يوميات نائب فى الأرياف.. انا قريت الكتاب دا مرتين.. مرة وانا صغيره اوى ووقتها حبيت الكتاب جدا لبساطه اسلوبه ولحس فكاهه فيه .. لطيف بس مش اكتر... وقريته تانى من اسابيع قليله وازداد حبى واعجابى بالكتاب.. وهو كتاب صغير وبسيط بالرغم من المعانى الرائعه اللى فيه..و الكتاب من تأليف توفيق الحكيم للى مايعرفش .. وبغض النظر عن النقاد ورأيهم فى الكتاب.. انا بحب توفيق الحكيم جدا.. بحب كتاباته وبحب اسلوبه..


يوميات نائب فى الأرياف


اكتر حاجه عجبتنى واثارت دهشتى فى الكتاب دا انه وبالرغم من  كتابته سنة 1937 .. الا انه لايزال صالحا لمجتمعنا هذا... وكأن الفساد والاهمال واستغلال الفلاح المصرى منذ الازل.. وان كل الناس كانت تنظر للفلاح بشمئزاز فى حين ان مفيش حد بجد حاول محاولة جاده علشان يرفع من شأنه.. وكل الخدمات اللى كانت مقدمه من الدوله للفلاح.. مجرد خدمات شكليه.. ماكنش المقصود منها اصلا خدمه الفلاح.. بعضها  ضره.. اتكلم الحكيم عن انتخابات شكلية وتحقيقات جنائية شكليه ومحاكمات شكليه.. ونظام دوله اصلا فاسد... وغالبا اللى كان بيدفع فاتورة الفساد هو اضعف حلقاتها .. وهو الفلاح فى الرواية.


ولكن اكثر ما اثر فى.. فى هذا الكتاب هو حديث الكاتب عن استيراد القوانين من الخارج.. حتى لو كانت هذه القوانين غير مناسبة للمجتمع المصرى بل وتتعارض  معه فى  بعض الاحيان.. واثر فى هذا المشهد هو بالظبط كما ورد فى الرواية -القاضى يتحدث الى فلاح متهم-
- القاضى: انت يا راجل متهم بأنك غسلت ملابسك فى الترعة
-  الفلاح: يا سعادة القاضى ربنا يعلى مراتبك..يعنى تحكم عليا بالغرامة علشان غلست ملابسى؟؟
- القاضى: لانك غسلتها فى الترعة
- الفلاح: واغسلها "فين"؟؟
فتردد القاضى وتفكر ولم يجد جوابا.


ايه علاقه اللى انا بقوله دا بأى حاجه.. وايه اهميه الموضوع دا


المسأله ببساطه اننا كلنا بنطالب بدوله مدنيه وفيها سياده فعلية للقانون.. ود غير طبعا نقدنا ليل ونهار لجلسات الصلح العرفيه فى كتير من الجرائم وشايفين ان حلها اننا نطبق القانون -وانا اؤمن بدا تماما على فكره-... وفى نفس الوقت فى ناس-ومش اى حد دول اهالى الاطفال نفسهم- تعطفت مع المدرس اللى كان بيعذب ويضرب شوية اطفال.. لأ وكمان فرحوا لما اخلى سبيله واتحكم عليه حكم مخفف جدا.. تقريبا متحكمش عليه اصلا..ووصفوه بالمربى الفاضل -اهالى الاطفال مش اى حد-.. ايه مشكله الناس دى.. ايه الغلط فى المشهد دا.. وزى الموقف دا كتييييييير.. دا احنا كلنا بنعقد نشتم فى نفسنا ليل ونهار" شعب جاهل.. شعب متخلف.. الشعب دا مالوش غير العصايه علشان يمشى عدل".. وحقيقى ما اشبه الليلة بالبارحه.. كمان زمان كانت النخب بتقول كدا على الفلاحين الهمج -غالبا النخب دى فاكسانه من زمان- .


ومن هنا كان يجب ان نقول الآتى -واحنا بنبنى دولة من الأول وجديد كدا بالصلاتو على النبى-.. وعلشان ما تفضلش الروايه دى صالحه الألفية التالته.. وعلشان ما نفضلش نقول على نفسنا الكلام الوحش اللى بنقوله.. وعلشان نخرج من الدائرة المفرغة دى.. وعلشان تبقى عندنا دولة قانون حقيقيه فعاله وتحظى بالاحترام من قبل الشعب.. لازم نتعلم من مشهد الفلاح -لان الغلط فى المشهد دا هو نفس الغلط فى مشهد المدرس السادى واهالى الاطفال- المشهد بيعلمنا 3 حاجات.. اعتبروها دليلك لبناء دولة قانون-وهنبتدى من تحت لفوق- :


تردد القاضى عند سؤال الفلاح "وهغلسها فين" ودا لان وقتها ماكنش فى صرف صحى ولا حنفيات فى البيوت -ومش هيبقى فيه لغايه ثورة يوليو-.. ودا بيعلمنا


1- يجب قبل المعاقبه توفير بديل سهل ومتوافر..الاصل توفير بديل والعقاب على ترك البديل والاتجاه الى وسائل غير مشروعة...والمسأله قياس على اى حاجه.


الفلاح: يا سعادة القاضى ربنا يعلى مراتبك..يعنى تحكم عليا بالغرامة علشان غلست ملابسى؟؟


 2- لازم قبل ما نعاقب على جريمه.. نكون قد اخذنا وقتنا فى تعليم الناس.. لماذا يعتبر هذا الفعل جريمه وما يترتب على هذا العمل من ضرر.. وعقوبة فعل هذا العمل المشين.. ويكفينا هنا ذكر مقوله الامام القرضاوى فى هذا الشأن "من سوء تطبيق "الحدود" أن تطبّق دون تحقيق شروطها؛ فقبل أن يطبق الرسول عليه الصلاة والسلام حدّ السرقة طبّق الاسلام كاملاً، " والمقصود منه تعليم الناس النهج الصحيح فى الحياة.. ثم معاقبتهم على خرقها.. وحتى لايكون العقاب هو اقرب للتعذيب الغير مبرر فى وجهه نظر المعاقب.

3- يجب ان يرى الناس منافع هذا القانون قبل ان يروا عقابه.. علشان يعرفوا ان القانون الغرض منه مصلحتهم.. مش تضيق الحياة عليهم.. وهو دا الاصل فى التشريع.. الاصل افاده الناس.. والناس لازم تفهم دا وتحسه وتشوفه بشكل عملى.


اننا نعلم نفسنا والناس المبادئ دى.. دا اساس بناء دوله سليمة.. قوية.. وشرط نجاحها هو العداله و المساواه  فى التنفيذ-مشكله اهالى الاطفال انه عمرهم ما حسوا ان القانون دا حاجه فى صفهم وعايز الخير ليهم.. لانه عمره ماجبلهم حقهم.. فكانت النتيجه ان القانون فقد مصدقيته عندهم كاداة لنفعهم.. واصبح وسيله من وسائل تجنى وضغط وعدم تفهم المجتمع والحكومه لهم- .. على الكبير و الصغير.. على  النخبة وعلى العوام -على قولة النخبة - .
 و دورنا ودور المؤسسات الاهليه هو نشر التوعية.. تعليم الناس ان القانون مصلحتنا.. وليه هو مصلحتينا.. وهنستفيد ايه باتباعه .. ودور الحقوقيين انهم يقوموا بتطوير القوانين.. والقوانين الظالمه او الغير مناسبة تتغير.. علشان الناس تصدقنا.. وطبعا دور الحكومه صنع وسائل بديله فعاله وميسرة وفى المتناول... والتأكيد بالقول والعمل على سيادة القانون - طبعا كلكم فكرتوا فى معاقبة المخطئين بحزم لالالالا-مش قولنا القانون مش تعذيب.. ولازم يكون مصدر للنفع قبل العقاب.. لا قصدى حد ادنى للأجور مثلا  مدام فى حكم قضائى بدا.


واخيرا تقام دوله القانون.. لما احنا كلنا نقيمها فى انفسنا.. ونعلى شعار احترام القانون مبدأ.. فاذا كان فى خلل فى القانون نهتم بتغيره.. ولا نصنع طرق بديله للتحايل على القانون.. لو التزمنا بكدا هندور على المرشح فى مجلس الشعب اللى مهتم بتغيير القوانين الغير عادلة.
يارب كلامى يكون مفيد
والله الموفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق